کد مطلب:109908 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:131
كان یوصی به أصحابه تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلاَةِ، وَحَافِظُوا عَلَیْهَا، وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا، وَتَقَرَّبُوا بِهَا، فَإِنَّهَا (كَانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) أَلاَ تَسْمَعُونَ إِلَی جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِینَ سُئِلُوا: (مَا سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ) وَإِنَّهَا لَتَحُتُّ الذُّنُوبَ حَتَّ الْوَرَقِ، وَتُطْلِقُهَا إِطْلاَقَ الرِّبَق، وَشَبَّهَهَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بِالْحَمَّة تَكُونُ عَلَی بَابِ الرَّجُلِ، فَهُوَ یَغْتَسِلُ مِنْهَا فِی الْیَوْمِ وَاللَّیْلَةِ خَمْسَ مَرّاتٍ، فَمَا عَسَی أَنْ یَبْقَی عَلَیْهِ مِنَ الدَّرَنِ ؟ وَقَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ لاَ تَشْغَلُهُمْ عنْهَا زِینَةُ مَتَاعٍ، وَلاَ قُرَّةُ عَیْنٍ مِنْ وَلَدٍ وَلاَ مَالٍ. یَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: (رِجَالٌ لاَ تُلْهِیهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَیْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِیتَاءِ الزَّكَاةِ). وَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- نَصِباً بِالصَّلاَةِ بَعْدَ التَّبْشِیرِ لَهُ بِالْجَنَّةِ، لِقَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَیْهَا)، فَكَانَ یَأُمُرُ بِهَا أَهْلَهُ وَیَصْبِرُ عَلَیْهَا نَفْسَهُ. الزكاة ثُمَّ إِنَّ الزَّكَاةَ جُعِلَتْ مَعَ الصَّلاَةِ قُرْبَاناً لِأَهْلِ الْإِسْلاَمِ، فَمَنْ أَعْطَاهَا طَیِّبَ النَّفْسِ بِهَا، فإِنَّهَا تُجْعَلُ لَهُ كَفَّارَةً، وَمِنَ النَّارِ حِجَازاً وَوِقَایَةً. فَلاَ یُتْبِعَنَّهَا أَحَدٌ نَفْسَهُ، وَلاَ یُكْثِرَنَّ عَلَیْهَا لَهَفَهُ، فإِنَّ مَنْ أَعْطَاهَا غَیْرَ طَیِّبِ النَّفْسِ بِهَا، یَرْجُو بِهَا مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا، فَهُوَ جَاهِلٌ بِالسُّنَّةِ، مَغْبُونُ الْإِجْرِ، ضَالُّ الْعَمَلِ، طَوِیلُ النَّدَمِ. الامانة ثُمَّ أَدَاءَ الْأَمَانَةِ، فَقَدْ خَابَ مَنْ لَیْسَ مِنْ أَهْلِهَا، إِنَّهَا عُرِضَتْ عَلَی السَّماوَاتِ الْمَبْنِیَّةِ، وَ الْأَرَضِینَ الْمَدْحُوَّةِ، وَالْجِبَالِ ذَاتِ الطُّولِ الْمَنْصُوبَةِ، فَلاَ أَطْوَلَ وَلاَ أَعْرَضَ، وَلاَ أَعْلَی وَلاَ أَعْظَمَ مِنْهَا. وَلَوِ امْتَنَعَ شَیْءٌ بِطُولٍ أَوْ عَرْضٍ أَوْ قُوَّةٍ أَوْ عِزٍّ لَأَمْتَنَعْنَ، وَلكِنْ أَشْفَقْنَ مِنَ الْعُقُوبَةِ، وَعَقَلْنَ مَا جَهِلَ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُنَّ، وَهُوَ الْإِنْسَانُ، (إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) علم الله تعالی إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی لاَ یَخْفَی عَلَیْهِ مَا الْعِبَادُ مُقْتَرِفُونَ فِی لَیْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ، لَطُفَ بِهِ خُبْراً، وَأَحَاطَ بِهِ عِلْماً، أَعْضَاؤُكُمْ شُهُودُهُ، وَجَوَارِحُكُمْ جُنُودُهُ، وَضَمائِرُكُمْ عُیُونُهُ، وَخَلَوَاتُكُمْ عِیَانُهُ.
ومن كلام له علیه السلام